أخبرتني أُمّي البارحة أنّني جميلة، و نادرة، لكنّ عقلي سيُسبب لي الجنون و المشاكل. أخبرتني أنّ لا رجلَ سيرغبُ بامرأة تسبحُ في عقلها، و تقوم بتدخين القلوب عوضًا عن الرقص، أنني أشعرُ بنفسي و تفاصيلها أكثر من اللازم. حدّثتني كيف ستتوقف الأشواك التي في داخلي عن إيذائي عندما أتوقف عن الحركة، عندما أتوقف عن المقاومة، مقاومة سيلِ الصحّ الجارف، لازم تستسلم للسيل لأنّه صح، و إن كان يجري بك للأسفل. كانت تطلب منّي بينما تنظرُ إليّ، و تحاول أن تُخبّئ جثّتها القديمة خلف عينيها، جثّتها التي تُشبهني كثيرًا، و تفوح رائحة غضبها في ليالٍ نادرة، أن أتجاهل بعض الدعسات التي يقصدون ترك آثارها فوقي لأعيش. هي لا تعلمُ أنّني إن فقدتُ الشعور بحركاتِ روحي و الخدوش فيها سأفقدُ نفسي بين مئة امرأة عمياء تجلسن على رصيف مبلول لأنّ قَطع الشارع خطيرٌ جدًّا. سأفقد الشارع، و طريقًا لم أجده بعد، و رفاقي فيه، و نهاية هذا الطريق. أمّا عقلي، ربّما هي لم تنتبه أنّني قد فقدته بالفعل.