أنا نخلةٌ العظماءِ جئتُ وها هنا بيت فسيحٌ ضمّ فيه نخيلا قد أودعَ الربُ في قلبي محبتَهم والعشقُ للقلب كم أرداهُ، كم قيلا سقاني العُرب ماءً فيه حبهُمُ فكأنني لِحياتِهم صُبحًا وقِنديلا أنا مَورد العزِّ - بل إن قلتُ - عزهُمُ أنا صِحة القومِ، ما صاحَبتُ عزريلا غربت جذوري للأعماقِ عُمقًا ليس قَليلا كَنَفٌ للأعرابِ من الإجدابِ حتى صار الجوعُ مُستحيلا وهيبةٌ للقاصِدِ والمحتاجِ وكلِّ من كان دَربه طَويلا وأوراقي وقشي في خدمة الأنعامِ، فهل رأيتَ بديلا ؟ وكم أخرجتُ رطبًا وتمرًا وكم أنتجتُ في الدنيا فسيلا أنا صامدٌ صلبٌ متينٌ، أُقاسِي الدهر، لا أغدو قتيلا كم عِشتُ في الوادي، ومر دهورُنا، وحِصنًا كنتُ لهُمُ دليلا فلتذكُروا القرآنَ، ها أنا قائمٌ، فلتذكروا التوراةَ والإنجيلا قد كنت سقيفةَ العلماء ولعوائد الأعراب نيلا سأبقى للصحراءِ رمز جمالِها فقُطُوفها قد ذُلِّلَت تذليلا لا رونقًا في الصحراء يمكن أن يصير لي بديلا