حينما عاد أخي الأكبر من الحرب كانت له على جبينه نجمة فضية صغيرة و تحت النجمة حفرة قسط من شظية أصابته في فيردون أو ربما في غرونفولد ( لقد نسي التفاصيل ) أصبح من عاداته أن يتكلم كثيرا بلغات متعددة و لكن عشق من بينها لغة التاريخ حتى انقطعت أنفاسه كان يطلب من رفاق السلاح الذين ماتوا أن يسرعوا رونالد كوفاليسكي هانيبال هكذا قال بصوت مرتفع هنا الحملة الصليبية الأخيرة و إن قرطاجنة على وشك السقوط ثم اعترف و هو يبكي إن نابليون لا يحبه نظرنا إليه كان يسقط في الإغماء و حواسه تتخلى عنه كان يتحول تدريجيا إلى تمثال إلى أذن تشبه قواقع موسيقية و لكن وسط غابة من الحجارة و كانت قشرة وجهه مقفلة تحت عيون عمياء و متيبسة كالبراعم و لم يتبق فيه غير لمسة سريعة .. القصص التي رواها بيديه.. رومنسيات باليمنى و ذكريات الجنود باليسرى لقد أخذوا شقيقي و حملوه إلى خارج المدينة كان يعود في كل خريف نحيفا و بالغ الهدوء ( لم يرغب بالدخول ) كان يقرع النافذة لينبهني ثم نسير معا في الشوارع و يروي لي حكايات بليدة و يلمس وجهي بأنامل المطر الضريرة.