هو بلل نفسه بكذبة الديمقراطية، وألهم نفسه بأنه بها يعيش و يحيا! زين القمع بأبهى طلة لونه بالوهم الجميل وردد "بدنا إنتخابات!" أما هم فأعطوهم القليل فقط، ضحوا بهم أمام عتبات جيوبهم، لوثوا غضبهم الطاهر بعصا العسكر ليلاً و سخط "الثوار" نهاراً. حتى أصبحوا "المندسين"، "المخلين بالنظام العام"، "الفوضويين". خفافيش الليل الغاضبة، حياتهم ذات غضب يعمي عيونهم عن النُعاس.
مهما فعلتم، ستبقى آثارهم ودمائهم وصراخهم، لعنة على أرصفة سوليدير. لن تنمحي تلك اﻵثار برقصكم ولامبالاتكم، لن تنمحي.
أما هي فقد قرأتُ صوتهاُ ذات مساء، كان مُشبعاً بالنواح والقلق، تردد "أليس الصبحُ بقريب"... وفي الخفاء تنتكس حيرةً. ماتت يوما حينما أدركت بأن لعنة النظام قاتلة والموت للحرية لا ريب فيه ولا جدال. قالت لي: "للقاعدة شواذ، ألا تعلمين؟!" صوتها تغير، لربما ظننت ان البحة الجديدة هي بفعل الغضب، لا مُخطئ/ة إنها أفعال الخوف! لم تزل تسهر الليل كعادتها، لم تزل تستمع لتلك الأغاني الثورية، وبالطبع بقيت تلك الفارغة من كُل شيء!
اما أنا، أصرخُ باعلى صوتي لأرى هل لازلت أملكُ صوتاً... نعم وهو مزعج. لم يتغير شيء. أنا كما أنا. لكن، شيء ما ضاع مني في وسط بيروت دون أن أدري!