باعت نفسها لك كل يوم . ولكنها بقيت هي. أرقام و قوائم و أسماء تبحث عن جسد لتستغله. وأنت تبحث عن التسلية. ما الفرق بين العاهرة والطبيبة؟ ما الفرق بين العاهرة والمهندسة؟الا تنتمي إلى طبقة الكادحين والمستغلين؟ ما الفرق؟! اليست جزء من طبقة عاملة تبيع قوتها؟ كغيرها من العاملات، يتم استغلالها من قبل مجتمع ذكوري-أي أنت- ناتج عن اقتصاد رأسمالي عفن. مثلك. دقيقة...كل عمل هو دعارة! اتريد محاربتها؟ فلتبدأ الحرب. -بعد مرور قرون- وأنت يا مجتمعي كنتَ كالبطل، فزت في المعركة دون تخطيط أولي، دون حسابات تنظيم، دون أفكار. كنت لوحدِك مع تقاليدك و وعيك الزائف. وهي مع جيش أخطائها، بطُهرها، بصوتها الذي لم تسمعه، بكلمات نصفها مأكول، بلحن مشوش. غزتك بكُل ما تملك! لكن هيهات هيهات... حتى رفعت راية نصرِك، وخرجت هي من ساحة المعركة. وأمتد تاريخُ قمعك المجيد. ورُحت تختال بفوزك، و تنشد عن شجاعتِك و دهائِك و شرفك. ولكنها هي من وضعت نفسها في بداية المعركة بين أضلعِك وتناقضاتك، ورقصت على هزيمتها طواعية أمامك. فازت ما لقبتها بالعاهرة يا "مجتمعي". تلك المرأة التي كانت مؤمنة بأن لا شيء سيستطيعُ كبح شغفها، دون أن تضع إعتباراً للواقِع الأليم المُحيطِ بها، واقع خلقته طبقة لم ولن تنتمي لها، طبقة متربصة بآمالها من كُل الجِهات، كانت تعتقد بأن عظمة الحُلم قادِرة على محو كُل الأشياء السيئة و الجحيمية إلا أنها أدركت و للأسف أن هُناك قواعِد خُلِقت لإدمائها واستغلالها مرة واحِدة دون سآبقِ إنذار ! لم تود النوم وهي فقيرة من كل شيء. فإحتضنت سخط مجتمعها. ولكل عاهرة، تذكري بأن دعاة الشرف هم التعيسون في النهاية، لذا لا تكترثي أبداً بكُل الأحاديث الفقيرة، وإكتفي ،بالحرية التي زرعتيها فيكِ. أما بالنسبة لﻹنتماء، نحنُ ننتمي لمجانينُ العصر و في دواخٍلنا كائنةُ حمقاء تتنامى بذعر تسمي نفسها الثورة ولا تموتُ إلا بِموتنا! نحن نمشي في إتجاه الريح بالرغم من سُخطِها إلا أننا لن ندعها تُدحرِج أقدامنا الحافية عن عُنق الطريق، لن نضجر أبداً ﻷن خُطانا هي نحو الجِنان! أجراسُ معابدهم قد تصرخ و تُنادي الجميع لترتيل الأماني حتى تهدأ العواصِف وينام الغُبار إلا اننا لن نتوقف. سنمشي! ولن نحتمي وراء قضبانهم أبدا.