Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
Jul 2
هذا قصرُنا أنا وأخوتي وأهلي،
وذاكَ قبرُ أمي،
أحلامُ طفولتنا هنا،
دفءُ العائلةِ ما زال يُراودنا،
هنا كنّا ننتظرُ أمي
تلك الأمُّ الحنونة.

هذا بيتُنا القديم،
كنّا نغني، نلعب،
وأمي تنظّفُ الزوايا وتضحك،
كأنّها تزرع الفرحَ في كل جدار.

هنا بكى أخي الصغير حين سقط،
وهنا ضحكنا من طيَشه،
هنا أوصتْ أمي أن نحبَّ بعضنا،
وأن لا يُفرقَنا الزمانُ مهما جار.

هنا
كبرتُ قبل أواني،
أحملُ حقيبتي إلى المدرسة،
وأمي تُلوّح لي من خلف النافذة،
وجهُها، دعاؤها، ومنديلها الأبيض
لا يزالُ في الذاكرة.

وهنا كانت تنادينا
وقت الغروبِ
تخشى علينا من البردِ
ومن المساء إذا اشتدّ سواده.

هنا كبرتُ
وفي هذا البيتِ تركتُ طفولتي،
وضِحكة أمي،
ورائحتها في المطبخ
وصوتها إن قالت تعال، الطعام جاهز يا صغيري

هذا بيتُنا العتيق
ما زال يحفظ أنفاسنا،
ويخفي دموعنا على وسائدَ من قطنٍ قديم.
ما زال إذا مررنا به
ينادينا كما كانت أمّنا تنادينا

وكلّما اقتربنا
ارتجفَ الحنينُ فينا،
وكأنّ البيتَ
يريد أن يحتضنَ أبناءهُ
مرّةً أخرى

هذا قصرُنا
وهذا بيتُنا العتيق،
لا يزالُ في حجارتِه أنينُ الأمس،
وفي زواياه ضحكاتٌ لم تكبر،
وفي رائحتِه
وجهُ أمي،
وصوتُها
وكلّ الحياة التي رحلت.

هذا بيتُنا العتيق
نغلقُ أعيننا فنراه،
نمشي إليهِ كلما اشتقنا،
نبكيه
ثم نبتسم،
لأنه بيتُنا،
.وبيتنا لا يُنسى

كل نبضٍ هنا محمد شامو
Written by
Mohamad Shamo
22
   Karen
Please log in to view and add comments on poems