أَعْطَيْتُكِ قَلْبًا لَمْ يَخُنْ فِي مَوَدَّةٍ
وَأَسْكَنْتُ فِيكِ الحُبَّ صِدْقًا وَرِقَّةْ

وَكُنْتُ إِذَا مَا هَاجَ بِي اللَّيْلُ شَاجِيًا
أَسَاهِرُهُ وَالحُزْنُ يَصْعَدُ نُسْقَةْ

حَمَلْتُكِ فَوْقَ الحُلْمِ وَهْنًا وَمَشْقَةً،
وَكُنْتِ لِكُلِّ البُعْدِ صَمْتًا وَغِلْظَةْ

بَذَلْتُكِ عُمْرِي، مَا ادَّخَرْتُ مَشَاعِرِي،
وَأَنْتِ كَصَخْرٍ… لا تَرِقِّينَ لِلرِّقَّةْ

تَجَاهَلْتِ وُدِّي، كُلَّ حِينَ تَبَاعَدْتِ،
وَكُنْتِ كَظِلٍّ لَا يُجِيبُ بِشَفْقَةْ

فَإِنِّي رَحَلْتُ اليَوْمَ وَالقَلْبُ مُنْهَكٌ،
وَلَسْتُ بِخَوَّانٍ، وَلَا ذُو مُفَرَّقَةْ

وَلَكِنَّنِي مَا عُدْتُ أَحْتَمِلُ الجَفَا،
وَلَا ذَاتَ نَفْسٍ لَا تَعِي كَيْفَ تُعْشَقَهْ

رَحَلْتُ وَفِي عَيْنِي دُمُوعٌ مُؤَجَّلَةٌ،
فَلَا تَسْأَلِينِي، وَلَا تَطْلُبِي حَقَّهْ

فَقَدْ كُنْتُ لَكِ كُلَّ الحَيَاةِ، وَمَا بَقِي
.سِوَى صَمْتِ رَجْلٍ… كُسِرَتْ فِيهِ دَمْعَتُهْ