Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
Feb 2020
بالزّنادِ فَجَر
راميًا من وَراءِ الصُّوَر
وفوقَ ذلكَ يقطعُ الشجر
قُلي أنموتُ أَم نَنتظر
فاللّه شيئًا لا يَذَر
لهُ جَحيمٌ مُوقَدُ يَستَعِر
وجَنّةٌ خالدةٌ لا تُنتَكر
هو النّاصِر وحدهُ والنّصَر
وكلّ الدروبِ حتمًا خَطر
نحنُ نؤمنُ حتى بِلا قَدر
ونُقاتل صفًا ولا نَستتر
ومَعي أيضًا في مِقلاعي حَجر
علّهُ يخمشُ خوذةَ القناصِ المطليةَ
ويعودُ اليّ قبلَ زهوّ الثّمر
أرجوكَ أيها القناصُ صوّب ناحيةَ القلوبِ ثانيةً
لقد رأيتُ قمرًا في صورةِ طفلٍ قبلَ طلوعِ السّحر
أرجوكَ أيها القناصُ اتركِ العيونَ لا تفقَأها
فأطفالُنا فضّلوا الموتَ عَلى العَمى
وأراكَ مُنعدمَ البصيرةِ والنّظر
لستُ وحدي قلتُ وخلفي الأخبارُ تقولُ
أطهارُ الأغوارِ في انتظارِ كلمةِ انتَصِر
وريثَما أُعطي الإشارةَ
سَيكونُ الاستغفارُ لُطفَ الاستِنفارِ
أي ذلكِ دوامُ حياةِ البَشر
ومَعهُ فَوقَ كلّ سحابةٍ سَتَرى إعصارًا كأنّه غيمةٌ بلا ماءٍ
تَتَهادى وتَتَهادى ثمّ بِلا ضَعفٍ أو خُنوعٍ سَتقولُ قَتَرٌ قَتِر

وحَسبي سَأقولُ
قناصٌ هدّفَ نحوَ الخَيل
تقومُ قيامةٌ في اللّيلِ
تنتحبُ قُبورٌ في اللّيلِ
نُصَلّي أيضًا آخِرَ اللّيلِ
ويقومُ النّهارُ فَيُحصي أيضًا أَثَر اللّيلِ

في اللّيلِ
أشلاءُ المدافعِ غَارِقة
والجَيشُ فَرحَتهُ باهِتة

في اللّيلِ
تَزِقّ رَصاصَةٌ ريثَما تُشاغبني نَسمةُ هواءٍ بارِد
حَيثُ أقبَلت مِن صَدَعٍ حَديثُ جدارٍ صامِد
ولَم يُصبني من البُرودَةِ شَيئٌ
فَقط لِأَني التَمَستُ دِفئًا في أحضان كَفيَ النّاعِسة
وعَلى خَدّي أُمي مسحتُ دمعةً كُنتُ أظُنّها شارِدَة

في اللّيلِ
سنَنام أخيرًا عَلى نغماتِ النّصر نَكسِرُ زُجاجاتِ الحليبِ الفاسِدة
ونَرمي نَهائيًا جَميعَ بَل أيّ رصاصةٍ تكونُ صَوتًا أو محضُ فارِغة

في اللّيلِ
سيرجعُ طائرُ العنقاءِ متوَهجًا في لَيالي الشتاءِ البارِدة
يُحلق مُنتصبًا باتّجاهِ الشّمالِ وفوقَ سماءِ كلّ قاهِرة

في اللّيلِ
نكّسوا الأعلامَ أو ارفَعوها
احرِقوها أو حتى غيّروها
خضّبوها دَمًا أو بالمِسكِ عَطّروها
لكن اعلَموا
اعلَموا أنّها تشنقُ فَقط مَن يُواسيها
وإنّها وإِن رُفعت
.لا تَكونُ رَمزًا إلا لمُستَحقّيها
Written by
Anas Ghareib  20/M/Cairo, Egypt
(20/M/Cairo, Egypt)   
44
 
Please log in to view and add comments on poems