Submit your work, meet writers and drop the ads. Become a member
Feb 2020
مِني اليكَ وردة اغرِسها في إِسمَنتِ المَيادين

دللها بين يديك واحملها ذلك يَقلبُ المَوازين

تَهادَى واهتَدِي بها فزَيتُها قَطراتهُ تضيءُ عَتمةَ الزّنازين

حِينَ تَتفتّح تَتراءَى وتَتجمّل كأنّها قرّةُ عينٍ تَتهادَى وتَلين

ولا يأسِرنّك خداعًا في الفِكرِ أيّ تَخمِين

هي ناعِمةٌ أخّاذةٌ نَفيسةٌ كَديباجِ أهلِ اليَمين

واتّخذَت من الشّوكِ أداةً قالوا لِغرض التّزيين

بارِزٌ في وجهِ المُعتدي تَحسبُه السّكاكين

وعجبًا تُراها تألفُ مَن يكونُ صادقًا أو أَمين

فَهيَ لا تجرَحُ إلا مَن تَعرِفُ أنّه مُبتَذَلٌ مَهِين

وعلى ذِكرِ المَهِين كَانَ يَومٌ هُو اليَقين

كَثُرَ الحَشدُ وازدادَ هُنالكَ كلُّ تَحصين

وحاصَرونا وبِكلّ ضَربةٍ ثُرنا كالبراكِين

في زُقاق حارةٍ أو بَهوِ قصرٍ ومن بابِ مَقهىً
وقع بعضُنا تحسبًا فَقط لِنُلهمهُ بِدايةَ التّلقِين

كُنّا نَحمِل بعضَنا على أكتافِ بَعضِنا
ونَحمِل أوصالَ بَعضِنا خوفًا وحنانًا
كأنّنا نَشتاقُ لِسماعِ سِرٍ مِن أسرارِ التّكوين

ثُمّ فَاحَ عِطرُها لِيُزيلَ لذَاعَةَ غَازِ المَلاعين

غَطّت حَلاوَتهُ يوَمَها عَلى سَحابٍ فاسدٍ كأنّه
آثارُ احتراقِ الكوكبِ ودمعةٌ على خدّ الأم الطبيعةِ
لخّصت أنينَ قرونٍ تنحدرُ وعَناوين

شَمَمنا وقتها مِسكًا تَحسَبُه خَليطَ عَنبرٍ وياسَمين

ذَلكَ كانَ صبيحةَ جمعةٍ أشرقتْ يومَها السماءُ عيد
ذَلكَ ألهَمنا الطّمأنينةَ وثباتًا وصْفُهُ فَقطْ دَفِين

حِينَ ائتَلفنا سَاحَ الخِلافُ وتكَسّرت أصنامٌ كأنها
التّقاليد فَتجدُ المختلفَ يأتلفْ والمؤتلفَ يختلفْ
وبينا لغةٌ احتارَت في فِهمِها أدمِغَةٌ كانَت بَعيد

وانظُر بِعينكَ سَتَرانا نرفعُ حدّ السّماءِ بَراهِين

حِينَ لَمَعت أوراقُها تُعاكِسُ شَمسَ الظهيرةِ
وكشّفت عن أصالةِ احمرارِ بَتلاتِها جلالًا
فانحسرَ الدمُ خَجلًا حَتى اِلتأمَ شَجّ الجَبين

وانقضَت بِضعُ أيامٍ إلا لَيلةً علّمتنا التّدوين

كَتبنا ورَسمنا وغنّينا والنّشيدُ يَومَها فَقطْ
تَسَمُعهُ تَقولُ يَبدو كَأنّه آخرٌ جَديد

ذَكَرناها بَيننا تَعريفًا هِيَ لَيلةُ التّمكين

وفجأةً عَادَت الفُرقَة وازدادَ الطّمعُ
ودقّت طُبول عيدٍ لكلّ ثأرِ ابن حَزين

هذه المرّة ليسَ إِسمَنتًا هُوَ بَشرٌ
لَكنّ الأمَل قَديمٌ وينتَظرُ حَتى يَحين

مِني اليكَ وردة لا تتركها ضحيّةً للسنين
مِني اليكَ وردة عَبقُها كأنّها كِتابُ دين
مِني اليكَ وردة ذَكرتها أَشعرُ الدّواوين
مِني اليكَ وردة مَكانُها ليسَ البَساتين
.مِني اليكَ وردة اغرِسها واتركِ الحَنين
Written by
Anas Ghareib  20/M/Cairo, Egypt
(20/M/Cairo, Egypt)   
64
 
Please log in to view and add comments on poems