ِ لم اعد مؤمنة بشيء يخُص... أي شيء. فلسفتنا وتلك الخطط و الحوارات، تحرق شيئاً فشيئاً مع كل طعنة سكين. لا أدري أهذا هو المتوقع ممن أغرق نفسه بالكلمات بعيدا عن الواقع؟ أهذا ما أريده؟ هدم قصري العاجي؟ لكن القصر تحول إلى سجن. فرع 261 أمن عسكري دمشق. قصري العاجي هو سجني. وكأن شيء ما يسحبني بعيداً دون قُدرة بسيطة على الالتفات و إلقاء تحية أخيرة، تحية وداع أخيرة تناسب ما لم أخضه ولن أخوضه في إنتفاضة لم تعنيني، أو رُبما ما خضتهُ أنا مع سلطوية نفسي. نعم، لاسلطوية أنا، أحارب كل سلطة-دينية أو مدنية. إلا أنانيتي وغبائي. كيف يمكن لﻷنا أن تكون لاسلطوية؟ يبدو لي بأنّه لم يكُن شيئاً يُحسب لدي. إن كان يأسي هذا وراء رغبتي بأن لا "أتألم"، لم ولن أغفر لنفسي هذا الرحيل. كُل ما فكرتِ به سبباً لليأس لا يغفر. أود لو أستطيع أن أنتزع كل هذا اليأس مني لأهتف بغضبي. لكنني وإن تعمقت في هذه المحاولات... لا أستطيع. وكأنني لم أعد أفقه النداءات المدفونة بالصمت والبراميل والعكسر والميلشيات. كأنها لم تعد تعنيني. الحياة لا ترى إلا انعكاس الصوت. الحياة لم تراني. صوتي التائه المنحشر دائماً في هرب من الحرية. أعلم تماماً كان علي التروي قبل أن أقع على خطواتي، أن أضع "اﻷفكار" لتنير قلب الطريق لا رصيفه. كان كبيراً علي أن أكبر، دون أن ألتقط من الرصيف طفولتي. يأسي الممحون يجعلني أتوهُ كُٰلما حاولتُ التَحليق، قصّ جناحي و خُبئت الرَفرفاتُ تحت سماء قصري العاجي، لست أطلقها ولست أحميها.
* أعلم أن تِلك اﻷفكار التي سطت علي خلال هذه اﻷسابيع نمت في الإتجاه المعاكس لأحلامي، صنعت من 'إيديولوجيتي' أسرا لا أطيقه ولا أستطيع الفرار منه. وأنا لازلت أتنفس. كم أتمنى لو أن أفكاري هذه هي موتاً من أجل الحياة. أفكار خبيثة لن تهب لي طريقاً للنور. إلا أنني و في هذه الليلة، غضبت. غضبت على من لم يتهذب في تعامله مع نضال أبناء وبنات طبقتي. .. وَ ليت غضبي لا يذبلُ أبداً * ويبقى الشعر مجرد إدعاء و حُلم. إدعاء وحلم ومحن. إقرا كلماتي وأقتبس حسين بغدادي: "شو مال الله؟"