مِني اليكَ وردة اغرِسها في إِسمَنتِ المَيادين

دللها بين يديك واحملها ذلك يَقلبُ المَوازين

تَهادَى واهتَدِي بها فزَيتُها قَطراتهُ تضيءُ عَتمةَ الزّنازين

حِينَ تَتفتّح تَتراءَى وتَتجمّل كأنّها قرّةُ عينٍ تَتهادَى وتَلين

ولا يأسِرنّك خداعًا في الفِكرِ أيّ تَخمِين

هي ناعِمةٌ أخّاذةٌ نَفيسةٌ كَديباجِ أهلِ اليَمين

واتّخذَت من الشّوكِ أداةً قالوا لِغرض التّزيين

بارِزٌ في وجهِ المُعتدي تَحسبُه السّكاكين

وعجبًا تُراها تألفُ مَن يكونُ صادقًا أو أَمين

فَهيَ لا تجرَحُ إلا مَن تَعرِفُ أنّه مُبتَذَلٌ مَهِين

وعلى ذِكرِ المَهِين كَانَ يَومٌ هُو اليَقين

كَثُرَ الحَشدُ وازدادَ هُنالكَ كلُّ تَحصين

وحاصَرونا وبِكلّ ضَربةٍ ثُرنا كالبراكِين

في زُقاق حارةٍ أو بَهوِ قصرٍ ومن بابِ مَقهىً
وقع بعضُنا تحسبًا فَقط لِنُلهمهُ بِدايةَ التّلقِين

كُنّا نَحمِل بعضَنا على أكتافِ بَعضِنا
ونَحمِل أوصالَ بَعضِنا خوفًا وحنانًا
كأنّنا نَشتاقُ لِسماعِ سِرٍ مِن أسرارِ التّكوين

ثُمّ فَاحَ عِطرُها لِيُزيلَ لذَاعَةَ غَازِ المَلاعين

غَطّت حَلاوَتهُ يوَمَها عَلى سَحابٍ فاسدٍ كأنّه
آثارُ احتراقِ الكوكبِ ودمعةٌ على خدّ الأم الطبيعةِ
لخّصت أنينَ قرونٍ تنحدرُ وعَناوين

شَمَمنا وقتها مِسكًا تَحسَبُه خَليطَ عَنبرٍ وياسَمين

ذَلكَ كانَ صبيحةَ جمعةٍ أشرقتْ يومَها السماءُ عيد
ذَلكَ ألهَمنا الطّمأنينةَ وثباتًا وصْفُهُ فَقطْ دَفِين

حِينَ ائتَلفنا سَاحَ الخِلافُ وتكَسّرت أصنامٌ كأنها
التّقاليد فَتجدُ المختلفَ يأتلفْ والمؤتلفَ يختلفْ
وبينا لغةٌ احتارَت في فِهمِها أدمِغَةٌ كانَت بَعيد

وانظُر بِعينكَ سَتَرانا نرفعُ حدّ السّماءِ بَراهِين

حِينَ لَمَعت أوراقُها تُعاكِسُ شَمسَ الظهيرةِ
وكشّفت عن أصالةِ احمرارِ بَتلاتِها جلالًا
فانحسرَ الدمُ خَجلًا حَتى اِلتأمَ شَجّ الجَبين

وانقضَت بِضعُ أيامٍ إلا لَيلةً علّمتنا التّدوين

كَتبنا ورَسمنا وغنّينا والنّشيدُ يَومَها فَقطْ
تَسَمُعهُ تَقولُ يَبدو كَأنّه آخرٌ جَديد

ذَكَرناها بَيننا تَعريفًا هِيَ لَيلةُ التّمكين

وفجأةً عَادَت الفُرقَة وازدادَ الطّمعُ
ودقّت طُبول عيدٍ لكلّ ثأرِ ابن حَزين

هذه المرّة ليسَ إِسمَنتًا هُوَ بَشرٌ
لَكنّ الأمَل قَديمٌ وينتَظرُ حَتى يَحين

مِني اليكَ وردة لا تتركها ضحيّةً للسنين
مِني اليكَ وردة عَبقُها كأنّها كِتابُ دين
مِني اليكَ وردة ذَكرتها أَشعرُ الدّواوين
مِني اليكَ وردة مَكانُها ليسَ البَساتين
.مِني اليكَ وردة اغرِسها واتركِ الحَنين

اكتب ورايا واحفظ
اكتب لأجل ما في يوم يمكن تنضف
اكتب لأجل الميتين والصاحيين
اكتب حروف اسمي بعد شرطة أو كمين
اكتب وسرخ في القلم عشان هيطفح
اكتب في ضهر الورقة بعد ما تسرح
اكتب في الغلاف
وتحت العنوان
بس اكنس قبل ماتمسح
اكتب كتر كلام
وعلى نفسك موت
لكن قبل ما تفرح
اكتب معاهده ولا اقلك سلام
اكتب تاريخ الموظفين
شخبط على كلمة شقيانين
قطع ورقة الموهومين
زود كمان مبسوطين
شكل حروف كلمة فرحانين
حط خط اتنين
تحت كلمة دفيانين
احرق ورق صفحات السقعانين
حط منديلك علامة وقف
لأجل شطر الإخوة
أصحاب الملايين
وزقطط وهيص شرط تلعب كمان
خلاص براءة مش هنروح الليمان
ربع ساعة راح تفرق قبل بداية الختام
كفاية انا مش هقول وداع او سلام
روحي ممكن تطلع قبل ختم المدام
طب مش عايز أفلام
كفاية أبص على كلمه تمام
هدندن في الحر كلمة شجاع أو همام
وهمسح بمنديلي بوز الجزمة الي نام
ويمكن اولع صوابعي وانفخ
مش ضامن هيطلع دخان يمكن اوهام
طب تحب نتعرف
اهوه نتكلم
أصل محسوبك علام
علام الي طول عمره غلام
علام الي بيدفي ايده عالرخام
علام الي نايم على أسعد أنغام
علام الي بيزع جدور الحكام
علام الي كتب مسرحية طير اليمام
.اكتب ايه ولا ايه اهيه أيام

يُذكر أني مَارد متمرد مَارقْ
صاحَ يهجو ويقذعُ ضحىً وظهيرة
أذنبتُ وتزندقتُ أصيلًا وعشيّة
أرقتُ دمَ الحانِقْ
سَردقت للعدو سُرادق
أشعلتُها مَحارقْ
نَظّفتُ البنادقْ
سَربلتُ الزنابقْ
وَصَلتُ الخنادقْ
جَفّفتُ المغادِقْ
وبِلا عائقْ
غدوتُ السابقْ
هجوتُ الصامتينَ وكانَ ذنبي
ابتعدْ أنتَ وابتعدِ
لا تُحابِي
هكذا بالي
أعدّ الليالي
لا تبالي
من ذا يرقّ لِحالي
تِرحالي
أقوالي
.جِبالي

بلا انقطاع وبلا هوادة، أين الكمال؟
بلا سلام وبلا حرب، أين الجلال؟
لست وحدي أعلم، هناك آخرين
أنتم كثير أعلم، أين البقية الفارين
بلادي جبيني وسلامي في يدي
زادي في رأسي دماغ، لساني نَدي
ألتمس الفجر في السخاء
وعلى حبات الرمال أرى شفاء
حدث سيحدث، وقعتهُ حادثة
على الأسفار سابحة
بلاد الشر نائحة
طاب مسعاها، الآن فاضحة
مصر النائبة
خبت، أطلعت بدور سماء الباسطة
البقية الفارين سعيدين
وعلى أرصفة الطرقات بائعين
البقية الفارين نائمين
وعلى جنبات الشجر تقبع الميادين
البقية الفارين مستترين
وفي لحظة موت يُطلب التلقين
البقية الفارين آمنين
.وعلى أديان السماء عبدوا الحنين

يا من من منتهاه
معلق أنا بين الضمة والهاء
حتى العيون روت ولقلبي جفت
واسمي بين تلابيب الخاء حوت

بلادي بلادي بلادي
لكي حبي واجتهادي
لكي أيضا أحلام وزهرة شبابي
شواهد قبور على أشكال المباني
هذه صورة من أعماق بلادي
واخرى التقتط بعد ثواني
بلاد جديدة لا تمسها أي أيادي
بلاد جديدة حتى بلا أحزاني
بلادي بلادي بلادي
سلبتيني حتى فرح أعيادي

تَراني على رَأس الطَّليعةَ سيدًا
أسَجَّ الوجوهِ مُجهضَم الرَّكبِ أَهْزَعُ

اِنتَحِبوا عَلى ميقاتِ يومِكمُ الثرى
سَيصيبُكم من خَوفِكم نَحوي مَفْزَعُ

أبوابٌ لها في الحصونِ شأنٌ وهامةٌ
تَلمحُني تَذوبُ بكلِّ مَرأى أَشْرَعُ

لا أصبرُ على شئ سِوى مُعتَركٍ
وأَعلَمُ أن مَنيَّتي فيهِ تكونُ أَمْتَعُ

صُدورَ الخيلِ أحبُّ إليَّ مِن أثداءِ فاتنةٍ
وسَلِ الفاتنات يقلنَ وحده الأَبْرَعُ

وحديد السيوفِ دمشقيٌ أُفَضِّلُ
وتَراني عَلى حِسهِ بِكلِّ نَفيسٍ أَدْفَعُ

وإن كانَ عَنترة بِعبلةَ تَيِّمٌ
فَأنا بِظبَّةِ الهَذَّامِ تَيِّمٌ أَطْيَعُ

لي رايةٌ سوداء أيام الوَغَى خَفَّاقةٌ
وفِي السِّلمِ الدفوفُ لي تَقْرَعُ

أما حبُّ الكريهة فيَسري في دَمي
ودمٌ بغيرِ الكريهة لا أَمْضَعُ

أجالسُ الوحوش مَكانتي حَيْدَرِيُّ
والفَحَحُ أَقتُل مِنه الأَقْرَعُ

والطيورُ على أشكالها صيّادةٌ
واتَّخذتُ مِن الغِربانِ لونًا أَطْبَعُ

واسأل عن الكرمِ أُوَشِّيهِ أُحَلِّيهِ ذَهبًا
والبخلُ لا أقدِرُ وغيره لا أَفْجَعُ

قَالوا مَريدٌ ماردٌ مُتمردٌ مَرَدَ
وأَقولُ مَريدٌ وليس سِوايَ أَضْرَعُ

أميرُ الشعراءِ حَيًا سيدينُ لِي
ويُسابِقُ نَحوي يَقولُ مَهلًا أنا الأَبْيَعُ

وبِحافظٍ أنا ألفُ ألفُ حافظِ
أُهندِسهُ بينَ فكي أقلِّبُهُ حَيثُ أَرْتَعُ

كَفاني هوان الدَّهرِ يَروي مَسمَعي
وأعلمُ أنَّه يَذِلُّ لِهيبَتي ويَخْضَعُ

وفي وصفِ خير الأنامِ أنشدُ غدَقًا
.وأَبدَأُ مَطلَعَه سَيدي وهل غَيرُكَ أَشْفَعُ

‏قد يموت طاغية بعد انقطاع المطر
قد يزداد السخاء بعد ظهور الخطر
ويأتي الثلاثاء وتستعيذون أن يستتر
فماذا قدم الأربعاء وهو يوم المعتذر
.يا رحمان عفوك الى جمعة المنتظر

A tyrant may die after a rain break. After the hazard is present, generosity may increase. Tuesday comes and people urged to escape and hide. what did Wednesday offer for us which is the apologize-rs day? O Goodness, your extradition till awaited Friday.

بتخافوا من مين يا ناس
دا مفيش غيره رب الناس
كله رايح وهينداس
أصل الحكاية أنفاس
داخلة طالعة من غير إِحساس
لحظة واحدة وكله إحتاس
أخماس في أسداس
طب فين الأساس
الأساس...الأساس حرّاس
جايين رايحين على الترباس
بيعبوا الليل في أكياس
لونها أزرق
بالزبط لون الإحتباس
إفتح الترباس...إقفل الترباس
دا الكيس يشيل اتياس
كله أوامر خير الأجناس
مش صح أبوهم كان نكّاس
عندهم المقياس رمي الكرّاس
الإسم قال إيه سيّاس
دلوقت حبايب للأنجاس
على كتافهم أجراس
بتدق وتقول يا ناس حبّاس
إنضرب لغرض الإلباس
فاكر القداس
طب صاحبك إلي إنداس
إختلفوا مهي ناقصة كمان
عشان يطولكم بالمداس
أصل سيادته بزيادة حساس
بيضرب مزبوط عالمقاس
إفتح يا ابني أقواس
إكتب واحد سرقة أو إختلاس
صَنف تاني ممنوع المساس
دول بقا معاهم نحاس
مخلاص أعلنوها عالمشاع
إفلاس إفلاس إفلاس
يا أخي حتى بعتوا اللباس
كله بيشرب من نفس الكاس
مش جالي في البنكرياس
مرض من أكل القلقاس
وجع كان في الراس
قالوا هيخف بس كل أناناس
لسة ناس بتخاف ناس
بتخافوا من مين يا ناس
.دا مفيش غيره رب الناس

،وعلى ذكر المنشود كتبت تعال
أيها الشخص المنشود تعال
أيها المنشود في الطرقات تعال
...أيها المنشود فوق الغَيمات تعال
،تعال

غنينا نشيدًا بأن تعال
أتَبتعد أم تَقتربُ أم تَتَعال
تكبر وتكبر فكل ما دونك جدال
أصديقٌ أحبيبٌ أم غير ذلك موال
،وتَناحرت فئتان ثالثهم مال
فميال
أميال هجر الأحبّة؟
أقوال
أميال تناس الأصدقاء؟
إضلال
أميال مال من حَسن الخصال؟
،نعم
وكأن الخِصالَ لحَسَنِ الحُسْنِ نِصال
أغارت فطالت فأصابت فحزت كل الأغلال
،أقول بعدك قربٌ
،أجابَ
بعديَ الترحال
وميم سبقتها لامٌ كانت نِشدَةَ مَيّال
والآن
...الآن
الآن أهوال
واستَجابت الفئتانُ
قطعًا إنه المحتال
وصاح الركب على صهّات الخيول
.أي مَيالٌ سَيدي تَعال

،ليل الدجى
أريد ليلًا جديد
فلا صُبحك يأتي ولا حتى يَحيد
إن النّفس تَشكوا وتُكثر الوَعيد
،هجرتها ونسيت
أذلك كنت أريد
خَاطَبت بَعدي بِضعَ ألفِ سعيد
،تسألُ
أسيدٌ أم آخر من صَنف العبيد
،وليلةً ذاتِ غمام
كان طور القمر فيها وليد
،قتلتها
بما أوجعني ندائها البليد
حَسبُها الرمالُ ذهبيةً وماءٌ زهيد
طَالبت بالهدنةِ من شتاءٍ وجليد
أَرديتُها، غيرُ نادمٍ هذا أكيد
أَرديتُها، وجه مليء بالتجاعيد
أَرديتُها، حرية تجسيد
أَرديتُها، أين فجر البيد
،هائِمونَ
أصبحَ ذلك شأنُ العديد
،طَيّعونَ
تنالنا أيادي الزهيد
وحالي صار تَعيسٌ غدا مَرِيد
،مَريدُ لَيلي
عرّف ذلك بالتبديد
تسللت ليلتها إلى أذني نغمة شرقية
طابعها غربية، ترنيمة يا ترى منسية
،سيدة تهمس
همسات تكسر التقاليد
همسات تدمي العناقيد
وكلما التفت كانت تستزيد
،أمعنتُ
فَطُيورُ الحنّاءِ حطّت لتُشيد
هي كلماتٌ تداوي الكَميد
وأستمع فأصبح كالشهيد
،متجردا ثوب نفسي
أنتفخُ كالوريد
أصيحُ وأُنادي لدرجة النشيد
.طالَ غِيابُكَ يا سَيّدَ العَبيد

يَنبع الوُجدان من عيون
،المعرفة
الوجد خافت لا أثر له
ووصلت إلى حد الاكتمال
،مآسي الكون غدت شامخة
عيون لحظها ناظرة
والنقص شيئان شيء واحد هو الكمال
،السماء لميقات ربّها ترتجي
،تصلي
تكاد تنحني
وتحمل في طيات غيومها سؤال
،رمانٌ احمَرّ، بحلاوته عُمرٌ
،ضابط المخفرِ ارتدى قميصًا أبيض
،فوقه آخرُ من صوف أسود
لكلتا ساعديه شَمّر
ورجل البريد بسيارته جوّال
،كوالا صغير فقد أمّه
حريق في غابة
في مدينة
في جزيرة
في قارة
وعالمنا بحال الصغير أشكال
متى تستجاب الدعوات
متى تُزاح الشهوات
،قل لي
.ومتى ينضج البرتقال

اليَومُ يَومٌ أَسْوَدْ
وَغَدًا لِنَاظِرِهِ أَقْرَبْ

وَالْحَالُ يُرْثَى لَهَا
فَقَطْ لِلصَّمْتِ تَطْرَبْ

حَمَامَةُ الْبَيْنِ تَسْعَدْ
رِيشُهَا حَلَّ أَخْضَبْ

عَذَابٌ سَلَامٌ اِسْمُهَا
وَوَقْعُ الْحَرْبِ أَصْوَبْ

خِدَاعٌ كَيْفَ لَوْنُهَا
تَحُطُّ تَرَاهُ أَصْعَبْ

أَيْنَ الْخَنْسَاءُ قَبْلَهَا
تَلُوحُ فَوقَ أَشْهَبْ

قَبَّحَ اللّٰهُ أَحْيَدْ
وَأَرَانَا مَوْتَهُ أَعْجَبْ

مِني إِليها السّلام
تِلكَ مُربيةُ الحَمام
سَيدةٌ يَشع مِنها النّورُ وِئَام
تَحسَبُها راهبةً فِي خِدرِ الرّسام
بَلّغوها مِني الكَلام وعطّروهُ بالأَحلام
أرضُ اللّه تِلك هَذراءُ ومُوفية وَسَلام
بَلّغوها مِني أَثَر اليَمَام
بَلّغوها مِني بَياضَ الخِيام
بَلّغوها مِني شَكلَ الاِبتِسام
بَلّغوها مِني قِلّةَ الآثام
بَلّغوها مِني عَدَم الاِستِسلام
.بَلّغوها مِني السّلام

بالزّنادِ فَجَر
راميًا من وَراءِ الصُّوَر
وفوقَ ذلكَ يقطعُ الشجر
قُلي أنموتُ أَم نَنتظر
فاللّه شيئًا لا يَذَر
لهُ جَحيمٌ مُوقَدُ يَستَعِر
وجَنّةٌ خالدةٌ لا تُنتَكر
هو النّاصِر وحدهُ والنّصَر
وكلّ الدروبِ حتمًا خَطر
نحنُ نؤمنُ حتى بِلا قَدر
ونُقاتل صفًا ولا نَستتر
ومَعي أيضًا في مِقلاعي حَجر
علّهُ يخمشُ خوذةَ القناصِ المطليةَ
ويعودُ اليّ قبلَ زهوّ الثّمر
أرجوكَ أيها القناصُ صوّب ناحيةَ القلوبِ ثانيةً
لقد رأيتُ قمرًا في صورةِ طفلٍ قبلَ طلوعِ السّحر
أرجوكَ أيها القناصُ اتركِ العيونَ لا تفقَأها
فأطفالُنا فضّلوا الموتَ عَلى العَمى
وأراكَ مُنعدمَ البصيرةِ والنّظر
لستُ وحدي قلتُ وخلفي الأخبارُ تقولُ
أطهارُ الأغوارِ في انتظارِ كلمةِ انتَصِر
وريثَما أُعطي الإشارةَ
سَيكونُ الاستغفارُ لُطفَ الاستِنفارِ
أي ذلكِ دوامُ حياةِ البَشر
ومَعهُ فَوقَ كلّ سحابةٍ سَتَرى إعصارًا كأنّه غيمةٌ بلا ماءٍ
تَتَهادى وتَتَهادى ثمّ بِلا ضَعفٍ أو خُنوعٍ سَتقولُ قَتَرٌ قَتِر

وحَسبي سَأقولُ
قناصٌ هدّفَ نحوَ الخَيل
تقومُ قيامةٌ في اللّيلِ
تنتحبُ قُبورٌ في اللّيلِ
نُصَلّي أيضًا آخِرَ اللّيلِ
ويقومُ النّهارُ فَيُحصي أيضًا أَثَر اللّيلِ

في اللّيلِ
أشلاءُ المدافعِ غَارِقة
والجَيشُ فَرحَتهُ باهِتة

في اللّيلِ
تَزِقّ رَصاصَةٌ ريثَما تُشاغبني نَسمةُ هواءٍ بارِد
حَيثُ أقبَلت مِن صَدَعٍ حَديثُ جدارٍ صامِد
ولَم يُصبني من البُرودَةِ شَيئٌ
فَقط لِأَني التَمَستُ دِفئًا في أحضان كَفيَ النّاعِسة
وعَلى خَدّي أُمي مسحتُ دمعةً كُنتُ أظُنّها شارِدَة

في اللّيلِ
سنَنام أخيرًا عَلى نغماتِ النّصر نَكسِرُ زُجاجاتِ الحليبِ الفاسِدة
ونَرمي نَهائيًا جَميعَ بَل أيّ رصاصةٍ تكونُ صَوتًا أو محضُ فارِغة

في اللّيلِ
سيرجعُ طائرُ العنقاءِ متوَهجًا في لَيالي الشتاءِ البارِدة
يُحلق مُنتصبًا باتّجاهِ الشّمالِ وفوقَ سماءِ كلّ قاهِرة

في اللّيلِ
نكّسوا الأعلامَ أو ارفَعوها
احرِقوها أو حتى غيّروها
خضّبوها دَمًا أو بالمِسكِ عَطّروها
لكن اعلَموا
اعلَموا أنّها تشنقُ فَقط مَن يُواسيها
وإنّها وإِن رُفعت
.لا تَكونُ رَمزًا إلا لمُستَحقّيها

أَمْجَادُ سَوْدَاءِ الرِّدَاءِ
ذَلَّ لَهَا جَوْرُ الثَرَى

إِذْعَانُ أَفْئِدَةِ الجَائِرِينَ
دَجَى بِهَا لَيْلُ الدُّجَى

ذِكْرَى مَحْمَلِ الخَرَنْفَشِ
شَرَدَ فِي دَرْبِ الفَلَا

ذِكْرَى بُكَاءِ أُمَّةٍ
اِحْتَدَمَ لَهَا رَمْلُ الحَصَى

وَهَلْ لِي مِنْ بَجَلِ عَتِيقَةٍ
نَجِيَّةُ الثَّوْبِ مُسْتَرْسَلَا

وَفِي النَّزْعِ وَالوُجُودِ
حَطِيمُهَا حَلَّ فِي الحَشَا

رَاقَ لَهَا بُعْدُ المَدَى
.هِيَ فِي القُرْبِ ضُحَى