أَلَمْ تَسْمَعِي قَوْلِي وَقَدْ ضَاقَ صَدْرُهُ؟
وَغَابَتْ خُطَايَ عَنِ الدَّرْبِ العَتِيقِ

سَقَيْتُكِ حُبًّا، كُلَّ صَبْرٍ تَحَمَّلْتُهُ
وَكُنْتُ لِعَهْدِكِ كَالصَّبَاحِ الرَّقِيقِ

وَلَكِنَّنِي – وَاللَّهِ – مَا كُنْتُ خَائِنًا،
وَلَكِنَّهُ القَدَرُ الحَكِيمُ السَّمِيقِ

لَقَدْ جَاءَتِ الأَيَّامُ تَسْتَبْدِلُ الهَوَى،
بِقَلْبٍ أَنِيقٍ، صَادِقٍ، وَرَفِيقِ

وَمَا كَانَ حُبِّي لَكِ ذَنْبًا أَجِدُّهُ،
وَلَكِنَّهُ دَرْبٌ بِهَا لَا يَلِيقِ

فَدَعِي الرُّسَائِلَ، لَا تُعِيدِي جِرَاحَنَا،
فَقَدْ أَصْبَحَتْ ذِكْرَاكِ بَيْنَ الطَّرِيقِ

وَإِنْ خَانَكِ الشَّوْقُ العَتِيقُ وَأَحْرَقَتْ
لَهِيبُ المُنَى، فَالصَّمْتُ خَيْرُ صَدِيقِ

فَإِنِّي وَجَدْتُ الهَدْيَ فِي غَيْرِ وَجْهِكِ،
وَمَا كُلُّ وُدٍّ كَانَ خَيْرَ رَفِيقِ